كيف هي حياة البرزخ ؟

يمر الإنسان منذ أن يخلق إلى أن يموت بثلاث مراحل، مرحلة العيش في الدنيا وفي هذه الحياة يعبد الإنسان ربه ويجتنب المعاصي ويجمع الأعمال الصالحة ليجمع أكبر عدد من الحسنات، ثم تأتي بعدها حياة البرزخ وهي مرحلة الحساب والتي سيترتب عليها إما نعيم مقيم أو عذاب جحيم، فيها يمر الميت بمرحلتين أولها سؤال الملكين وثانيها التبشير بالجنة أو الوعد بالعذاب.

وهي حياة أخرى لا يعلمها إلا الله، ثم ينفخ بعدها في الصور وتبدأ حياة الآخرة ليجتمع الناس لملاقاة ربهم فمن كان عمله صالحا سيخلد في الجنة أما إن كان ممن غضب الله عليهم سيخلد في النار، ومن خلال مقالنا سنتناول الحديث عن حياة البرزخ، وما معنى البرزخ، ونتحدث عن النعيم والعذاب في هذه المرحلة، وكيف يشعر الميت بالنعيم أو بالعذاب في القبر.

حياة البرزخ
حياة البرزخ

حياة البرزخ

البرزخ هو الفاصل بين الشيئين، مثل قوله تعالى في سورة الرحمن:” بينهما برزخ لا يبغيان”، أي بينهما فاصل لكي لا يختلطان، والبرزخ من الغيبيات التي لا يعلم تفاصيلها إلا الله، الحياة البرزخية هي الحياة الفاصلة بين الدنيا ويوم القيامة والتي نعيشها بعد الموت مباشرة وسوف يعيشها جميع الخلائق،

ونبقى في هذه الفترة حتى ينفخ في الصور وعندها تقوم الساعة ليحاسب الناس على كل ذرة فعلوها، بالرغم من أن هذه الفترة مجهولة التفاصيل ولكن وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عن حوادثها وقام العلماء بشرحها وتفسيرها لنا، تابع معنا سنتعرف على مراحل حياة البرزخ في السطور التالية.

شاهد: صور اقتباسات دينية مكتوبة

حياة البرزخ
حياة البرزخ

مراحل حياة البرزخ

تمر حياة البرزخ في القبر بمرحلتين وهما مرحلة السؤال ومرحلة النعيم أو العذاب، وكما ذكرنا أن الحياة البرزخية من الأمور الغيبية التي لا يعرف كيفيتها ولا وصفها إلا الله، ولكن أحداثها وردت في القرآن والسنة وفيهما ما يشير إلى ما يحصل للميت في القبر، وسوف نذكر فيما يلي تفاصيل مراحل حياة البرزخ كما ورد في القرآن والسنة:

  • مرحلة سؤال الملكين: هذه المرحلة تكون بعد دفن الميت ومع ابتعاد آخر قدم من عند القبر يبدأ حساب الميت، يحضر ملكان ويشرعان في سؤاله عن دينه وربه ورسوله، فإن كان عمله صالحا، ووفقه الله في الإجابة على الأسئلة تحول قبره لقطعة من الجنة ينعم به إلى قيام الساعة، وإن لم يوفق يتحول قبره إلى عذاب يعذب فيه إلى يوم البعث والعياذ بالله، ويختلف شكل الملكين حسب عمل الميت، فعند سؤالهم للعبد المؤمن يظهران بيض الوجوه دليل على صلاحه، والعبد العاصي يظهران له سود الوجوه دليل على سوء ما قدم.
  • مرحلة النعيم أو العذاب: إذا أجاب الميت على سؤال الملكين في ثبات ويقين أراه الله مقعده من الجنة، قال تعالى:”نثبت الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة”، وينعم الله عليه بأن يتسع قبره مد بصره، فيرى من النعيم ما لم يراه في حياته ويتمنى أن يقيم الله الساعة حتى يبلغ مكانه الذي رآه، أما إذا كان من المشركين ومن كذبوا بدين الله سيريه الله العذاب الأليم ويريه مقعده من النار حتى أنه يتمنى أن يقيم الله الساعة بسبب عذاب القبر ووحشته، ويضيق الله عليه قبره، ويعرض الله عليه منزلته في النار فيعذب معنويا، قال تعالى: “النار يعرضون عليها غدوا وعشيا”.
حياة البرزخ
حياة البرزخ

كيف يشعر الميت بالنعيم أو العذاب ؟

ذكرنا أن كيفية العيش في الحياة البرزخية من الأمور الغيبية، واختلف العلماء حول هل يشعر الميت بالنعيم أو بالعذاب بجسده أم بروحه أم بالاثنين؟، وردت عدة أقوال للعلماء في هذه المسألة نذكرها فيما يلي:

  • ذكر الغزالي وأبو هريرة أن الميت يعذب أو ينعم حسب عمله وجوابه على الملكين، ونعيم القبر أو عذابه تشعر به الروح دون الجسد، فلا يحس الميت جسديا بنعيم القبر أو عذابه، ويكون شعوره مثل النائم يسعد إذا رأى حلم يسره، وينزعج إذا رأى كابوسا ويفعل بجسده ردات فعل كأنه يتأذى حقيقة، ولكن الروح هنا هي التي تتأثر لا الجسد.
  • أجمع معظم علماء أهل السنة إلى أن النعيم والعذاب يؤثران في الميت روحيا وجسديا، فتسعد روحه وجسده إذا كان من أصحاب النعيم كما يشعر به في الدنيا، وتتأذى روحه وجسده إذا كان من أصحاب العذاب.
  • يرى النووي رحمه الله أن النعيم أو العذاب يتأثر به الجسد فقط بعدما تعود إليه الروح، ويكون هذا التأثير على الجسد كامل حتى وإن كان الجسد عند الدفن غير مكتمل بسبب حادثه أو حريق، ولا تشعر به الروح مطلقا.
  • أما جرير الطبري رحمه الله يرى أن النعيم والعذاب في القبر يقتصر على الجسد فقط دون الروح ولا تعود إليه الروح، فيتأثر الجسد بأحداث القبر، ولا تشعر به الروح مطلقا لعدم وجودها في جسد الميت.

هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا بعد أن تعرفنا على حياة البرزخ، وعرضنا مراحل حياة البرزخ، وأقوال العلماء في شعور الميت بأحداث القبر، رزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة، والنعيم في القبر.

التعليقات مغلقة.